عائد الاستثمار الاجتماعي يتطلب نمط عمل جديد
في السنوات الأخيرة، أصبح الاستثمار في وسائل التواصل الاجتماعي ضروريًا لنجاح الأعمال، حيث تعتبر هذه المنصات أدوات رئيسية للتواصل مع العملاء وبناء العلامات التجارية. ومع ذلك، فإن الفهم التقليدي لجدوى هذه الاستثمارات قد لا يكفي لتلبية احتياجات السوق المتزايدة. تتطلب عوائد الاستثمار الاجتماعي (Social ROI) أسلوب عمل جديد يضمن تحقيق أقصى استفادة من البيانات والموارد المتاحة.
تحويل البيانات الاجتماعية إلى قيمة ملموسة
على الرغم من زيادة ميزانيات وسائل التواصل الاجتماعي، لا يزال العديد من قادة الأعمال يجدون صعوبة في استغلال البيانات الاجتماعية لتحقيق عوائد ملموسة على استثماراتهم. تشير البيانات إلى أن 69% من هؤلاء القادة يعترفون بأن البيانات الاجتماعية لم تُستغل بشكل كافٍ داخل مؤسساتهم. يعود جزء من هذا النقص إلى عدم الوصول إلى تلك البيانات بشكل جيد، حيث كانت تتطلب الأدوات والتقنيات العالية التعقيد.
أهمية التعاون بين الإدارات
يُظهر التحليل أن التعاون بين الإدارات هو ضرورة ملحة. أظهرت دراسة أن 56% من قادة الأعمال يشعرون بحاجة ملحة لتعزيز التعاون بين الفرق عند استخدام البيانات الاجتماعية. إذا تم الاستفادة من البيانات الاجتماعية بشكل جماعي، فإنها يمكن أن تعود بالنفع على جميع جوانب العمل، بدءًا من استراتيجيات المبيعات إلى تطوير المنتجات.
لكي يتمكن القادة من تحقيق عوائد استثمار اجتماعي حقيقية، يجب عليهم إعادة تصور طرق التعاون بين الفرق وتفعيل الأدوات الضرورية لتحليل البيانات الاجتماعية بكفاءة. إن مشاركة البيانات الاجتماعية لا يجب أن تقتصر على فريق بعينه مثل فريق التسويق، بل يجب أن تكون عملية تُشرك جميع الأقسام.
تفعيل الذكاء الاصطناعي لزيادة الكفاءة
من الضروري أيضًا استثمار الشركات في أدوات أكثر تطورًا قادرة على تحليل كميات كبيرة من البيانات بشكل فعّال. استخدام الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُحسن كثيرًا من سرعة ودقة تحليل البيانات، مما يؤدي إلى نتائج أفضل. يجب أن تُعتبر أدوات الذكاء الاصطناعي مساعدة حقيقية لفرق العمل بدلاً من كونها وسيلة للاستغناء عن موظفين.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يمكّن الشركات من الوصول إلى أفكار ورؤى غير تقليدية تتعلق بمشاعر العملاء وتعليقاتهم عبر منصات مثل تويتر وتيك توك. من المهم أن تتجاوز الفرق سبيل تحليل البيانات الأولية للتركيز على اتخاذ قرارات تساهم في زيادة فعالية أعمالهم.
التدريب والتطوير الوظيفي كجزء من استراتيجية التواصل
يجب على المؤسسات أن تركز على التدريب والتطوير بمساعدة الخبراء الاجتماعيين الداخيلين. هؤلاء الخبراء يمكنهم تعليم الفرق كيف تستفيد من الأنماط والتوجهات الاجتماعية لفهم ما يبحث عنه العملاء بالفعل. فمثلًا، يمكنهم الإسهام في فهم تأثير التعليقات، الإعجابات، والمشاركات على منصات التواصل الاجتماعي بشكل أفضل.
لتحقيق أقصى استفادة من استثمارات وسائل التواصل الاجتماعي، تحتاج المؤسسات أيضًا إلى استخدام اللوحات المعلوماتية التي تدمج بيانات التواصل الاجتماعي مع مصادر أخرى للمعلومات. هذا سيمكن الفرق من الحصول على رؤى شاملة تساعدهم في اتخاذ قرارات مدروسة.
تحقيق نتائج ملموسة من خلال اتخاذ إجراءات متكاملة
في ختام الأمر، يتضح أن العوائد الاجتماعية تتطلب نهجًا جديدًا للعمل، حيث ينبغي على المديرين التنفيذيين إدماج البيانات الاجتماعية في عمليات اتخاذ القرارات. إن استخدام بيانات مثل تلك التي حصل عليها فريق Atlanta Hawks لتحقيق استراتيجيات مشتركة أو استراتيجيات شركة Trek Bicycles لتحليل تأثيرات حقبة الوباء على سوق الدراجات، يُظهر كيف يمكن لتطبيق المعلومات بشكل سليم أن يؤدي إلى نتائج ملموسة.
إذاً، الاستثمار في وسائل التواصل الاجتماعي يحتاج إلى ثقافة مؤسسية تسعى لتفعيل التعاون بين الإدارات المختلفة وتبني أدوات تكنولوجية متقدمة والمساعدة في تعزيز قدرتها على تقديم رؤى عميقة تسهم في خدمة مصلحة العملاء وتلبية احتياجات السوق بشكل فعّال. إن العائد الحقيقي لاستثمار التواصل الاجتماعي يعتمد على تغييرات جوهرية في كيفية عمل الفرق معًا وكيفية استخدام البيانات لتحسين الأداء الشامل للمؤسسة.