تسرب 38 تيرابايت من البيانات الخاصة عبر تخزين Azure غير الآمن
في عالم التكنولوجيا الحديث، تعتمد العديد من الشركات الكبرى على خدمات التخزين السحابي لتسهيل معاملاتها وتحسين استجابتها لاحتياجات العملاء. ومع ذلك، يعكس حادث تسريب البيانات الأخير في Microsoft، والذي تمثل في تسريب 38 تيرابايت من البيانات الخاصة عبر تخزين Azure غير الآمن، أهمية اتخاذ احتياطات أمنية صارمة. وسنستعرض في هذا المقال أحداث تسريب البيانات هذا، والتداعيات المحتملة، والدروس المستفادة.
حادثة تسريب البيانات في Microsoft
في يوليو من عام 2025، بدأ قسم أبحاث الذكاء الاصطناعي في Microsoft عن غير قصد في تسريب بيانات حساسة بينما كان يساهم في نماذج تعلم الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر على مستودع GitHub العام. بعد مرور حوالي ثلاث سنوات، اكتشف باحثو الأمن في شركة Wiz بأن أحد موظفي Microsoft قد شارك دون قصد عنوان URL لحاوية تخزين Azure Blob معدة بشكل خاطئ، مما أدى إلى تسريب هذه المعلومات الحساسة.
التحديات المرتبطة بالرموز المميزة لتوقيع الوصول المشترك
عُرف الحادث بأنه ناتج عن استخدام رمز مميز لتوقيع الوصول المشترك (SAS) تم إعداده بشكل يسمح بالتحكم الكامل في الملفات المشتركة. وسلط باحثو Wiz الضوء على الصعوبات المرتبطة بمراقبة وإلغاء هذه الرموز، حيث أكدوا أن استخدام الرموز المميزة SAS بشكل غير صحيح يمكن أن يشكل خطرًا أمنيًا كبيرًا. وقالوا إن عدم وجود نظام مركزي لإدارة هذه الرموز في بوابة Azure يجعل من الصعب تتبعها، مما يعزز السلوك غير الآمن.
البيانات المسربة وآثارها
كان الحادث خطيرًا، حيث تم الكشف عن بيانات حساسة تتضمن نسخ احتياطية للمعلومات الشخصية لموظفي Microsoft، بما في ذلك كلمات المرور والبيانات الأخرى الحساسة. كما تم تسريب أكثر من 30 ألف رسالة داخلية من Microsoft Teams، مما يزيد من المخاوف حول خصوصية موظفي شركة التكنولوجيا الكبيرة.
في سياق التحقيق، طمأنت Microsoft العملاء بأنها لم تكشف عن أي بيانات تخصهم، وأن نظامها الداخلي لم يتعرض للخطر نتيجة لهذا الحادث. ولكن، يبقى هذا الحدث بمثابة تذكير مهم للشركات حول أهمية إعادة النظر في الأمان الرقمي.
الدروس المستفادة من الحادث
أثارت الفضيحة تساؤلات جدية حول كيفية إدارة الشركات الكبرى لبياناتها الحساسة. فبالرغم من الفرص الكبيرة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، إلا أن التعامل مع كميات هائلة من البيانات يتطلب مستوى عالٍ من الأمن والرقابة. وقد أشار CTO لشركة Wiz إلى أن على الشركات أن تكون حذرة عند استخدام الرموز SAS، خاصةً عند مشاركتها مع أطراف خارجية، من أجل تقليل المخاطر الأمنية.
تشير تجارب سابقة، مثل الحادث الذي تم كشفه في سبتمبر 2025، والذي يتعلق بمشاكل مماثلة في تخزين Azure، إلى حاجة ماسة للمزيد من الرقابة والحوكمة على البيانات الحساسة. تطلب هذا النوع من الحوادث إعادة تقييم شاملة لاستراتيجيات الأمان الرقمية.
النظرة المستقبلية
إن أحداث تسريب البيانات التي تكبدتها Microsoft عبر تخزين Azure غير الآمن تشير بوضوح إلى ضرورة تعزيز الأمن السحابي. فعلى الرغم من التطور الذي حققته التقنيات الحديثة، إلا أن الفشل في فرض تدابير أمان دقيقة يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة.
تُعَد حادثة تسريب 38 تيرابايت من البيانات الخاصة عبر تخزين Azure غير الآمن مثالاً واضحًا على المخاطر التي تواجهها الشركات في عالم اليوم المتصل. يجب على الشركات أن تتخذ خطوات جادة لضمان حماية بياناتها الحساسة وتجنب تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.
في النهاية، يجب أن تُعطى أولوية للأمن الرقمي والامتثال لضوابط الحوكمة، ليبقى العملاء وبياناتهم في أمان. هذه الحادثة تعلمنا ضرورة توخي الحذر والمراقبة المستمرة لتأمين بياناتنا من التسريبات وفقدان الخصوصية.